من اجل إسلام حقيقي روحاني وإنساني

آلات لاصلاح الاسلام الى جوهره الانساني..

سليم مطر ـ جنيف

مساهمتنا هذه، بمناسبة الدعوات والخطوات التي يقوم بها ولي العهد السعودي الجديد(محمد بن سلمان) من اجل اصلاح الاسلام وتخليصه من التعصب والتطرف الوهابي الذي دمر الاسلام والمسلمين وحط من سمعتهم. كم ان الوهابية ليس كل واحد عن هذا التطرف والانحطاط، بل ساهمت به وبدرجات مختلفة، جميع المذاهب والتيارات والحزب، بما في ذلك الا الأحزاب العلمانية بتطرفها وتعصبها الحداثي الغربي.

ان مشكلة الاسلام في العصر الحديث، تياراته التقليدية والفكرية الأحداثية، ان قادته لم تشاركوا على الجوهر الإنسانية للاسلام، بل ظلوا اسرى ازدواجية مرضية فرضتها الهيمنة الحضارية الغربية منذ اكثر من قرن:

ـ من ناحية أخرى يقبلون بتبني الجزء الاكبر من هذه الحضارات الغربية في جميع المجالات، من انظمة وقوانين جيوش ومخابرات وحكومات وصحافة داخلية وتقنيات ومعمار وطب واقتصاد ومدارس وجامعات، وووووو .. بل حتى الثياب وخاصة الرجال من بدلات واربطة ضعيفة. بل حتى النساء المحجبات والمنقبات تحت حجابهن ونقابهن احدث ما ترتديه النساء الغربيات ويمارسن ابشع عمليات التجميل والوزن والتلوين والتبييض والنحيف.. الخ.

ـ من ناحية ثانية معاكسة، اصرار هؤلاء الفقهاء بصورة يائسة وساذجة على تغطية هذا الخنوع المخجل لاجتياح الحضارة الغربية بكل عيوبها الكبرى، باللجوء الى ما يسمونه بـ ” شريعة السلف الصالح” التي اختصروها بامور شكلانية سطحية مثل: تحديد العلاقة بين الجنسين وثياب المرأة الخارجية والنجاسة واللحية واللطم والبكاء واسلوب التبول.. الخ من الشكلانيات التي يتم تتبيلها وطبخها جيدا بنيران عذابات القبر وشحن التعصب والحقد وقطع الاعناق….

هذه الازدواجية الانفصامية المرضية هي سبب تمزق الاسلام وسيادة العنف والتطرف وانحدار الشعوب المسلمة وخصوصا العربية الى اسفل قائمة الامم.

نعم لقد تم اهمال جوهر الاسلام الاخلاقي والانساني، وعدم تطويعه لما يلائم واقعنا في العصر الحديث. ان هذا الجوهر الانساني والحداثي يمكن تضمينه الامور التالية:

اولا ـ التأكيد على الجوانب الاخلاقية والتربوية والروحانية للاسلام.

بدلا من التأكيد على الجوانب التشريعية والشكلانية التي اختلفت عليها المذاهب الاسلامية. ومن الافضل ان يجتمع عقلاء المسلمين من مختلف المذاهب للاتفاق على (مبادئ حقوق الانسان في الاسلام) لتكون مبادئ انسانية وحقوقية تنظم حياة المسلمين. ويمكن ايضا الاعتماد على التفسير الصوفي(الاشاري الرمزي) للقرآن، كحل عقلاني وسطي للتخلص من الخلافات الفقهية حول الشريعة وتجنب مخاطر التعصب في التفسير والتطبيق.

ثانيا ـ امتلاك نظرة نقدية عميقة وجوهرية ضد الحضارة الغربية.

وليس فقط ضد امورها الشكلانية السطحية. المطلوب نقد العيوب الكبرى لهذه الحضارة التي يتفق عليها حتى الكثير من علماء الغرب نفسه، منذ ايام ماركس وحتى الآن، وهي:

ـ نقد الروح الاستهلاكية ومسخ الحياة كلها الى سوق وجهاز هظم واستهلاك لديمومة الانتاج وزيادة الارباح، وما يصحب هذا من تبذير عجيب لثروات البشرية وطاقاتها.

ـ نقد تقديس روح المنافسة في كل مجالات التربية والاعلام، وجعل الانسان يعيش حتى في نومه في حلبة سباق وتنافس من اجل تجاوز الآخرين والتغلب عليهم.

ـ نقد تقديس الاباحية والابتذال الجنسي، من خلاعة فجة في ثياب النساء، مع سيادة افلام الجنس التي تشوه تماما نظرة الرجل للمرأة وتحولها الى جسد يمارس عليه فحولته بكل انواع الشذوذ والقسوة والخيالات المريضة.

ـ نقد خضوع الانظمة الغربية اكثر واكثر لسيطرة(الطغم البنكية) وتجار السلاح ومشعلي الحروب وداعمي الارهاب، الذين لا يكفون عن تحطيم الدول الضعيفة وخصوصا العربية لسرقة ثرواتها.

ثالثا: الانفتاح الثقافي والحواري على جميع مذاهب المسلمين، وأديان شعوب الارض.

من خلال تشجيع دراسة وتدريس اديان منطقتنا ، المسيحية واليهودية، بالاضافة الى الاديان الآسيوية الهندوسية والبوذية والتاوية، كذلك الاديان الطبيعية في افريقيا وامريكا. أي ادخال مناهج مقارنة الاديان في المدارس والجامعات. فمن دون هذا الانفتاح والحوار مع الاديان الاخرى يبقى الفكر الاسلامي والمسلمين منغلقين ومنعزلين عن التفكير والجدال والتطوير. فبالمقارنة العقلانية والانسانية وحدها يتطور الفكر ويتعمق الايمان ويسود التفاهم بين الشعوب والملل .

 

كبيررابعا ـ إتخاذ الموقف الفعال ضد اخطر مشاكل العصر: تلوث الطبيعة.

 

رغم جميع المؤتمرات والكتابات والانذارات العالمية فيما يخص التلوث المرعب الذي تعاني منه الطبيعة والكرة الارضية جمعاء بسبب وحشية الانتاج التقني والبترولي وتشجيع الاستهلاك والتبذير الخارق والزراعة الكيمياوية والادوية المخربة، الا انه من اعجب العجائب ان الاسلام والمسلمين غائبين تماما تماما عن هذا الموضوع، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر! ان فقهاء الاسلام عليهم على الاقل الارتفاع الى مستوى علماء الغرب نفسه، بنقد التلوث الوحشي والدعوة لرعاية الطبيعة وسلامة الكرة الارضية ونشر الخضرة والنظافة، واجب مقدس على كل مسلمة ومسلمة.

خامسا ـ نقد الطب الرسمي ونظام العلاج الغربي المخالف لجوهر الاسنان.

ان هذا الطب الغربي قائم على اعتبار الانسان آلة صماء بلا روح ولا مشاعر، يتم شفائه فقط بخضوعه الصامت لاوامر الاطباء والموافقة على قطع بعضا من بدنه وشحنه بالكيمياويات العجيبة الغريبة التي قد تشفيه على المدى القريب ولكنها تدمر مناعته الطبيعية على المدى الابعد. كل هذا من اجل زيادة ارباح شركات الادوية العالمية. ان فقهاء المسلمين لم يرتفعوا حتى الى مستوى الكثير من الغربيين الذين ابدعوا وطوروا ما يسمى بـ (الطب البديل) الذي يعالج الانسان كأنسان بروح ومشاعر، بالانتباه للاسباب الخفية النفسية والاجتماعية ومساعدته على تحسين حياته اليومية، بواسطة مختلف العلاجات القديمة والجديدة التي تستفيد من التراث الطبي الشعبي لجميع شعوب الارض، بما فيه الطب العربي القديم.

سادسا ـ التأكيد على نظرة الاسلام الانسانية الشاملة لجميع البشر.

 

انه من المعيب والعنصري ان يتم الدعاء في المنابر وفي الصلوات “فقط من اجل المسلمين” بل يجب ان يكون الدعاء: من اجل المسلمين والانسانية جمعاء. وانه من المعيب والعنصري ان يسمح للرجل المسلم ان يتزوج غير مسلمة، وبنفس الوقت لا يسمح لاخيهاغير المسلم ان يتزوج مسلمة الا بعد اعتناقه للاسلام!! ليس من المعقول ولا الانساني، ان يحق للمسلمة ان تتزوج بمسلم من بلد آخر بعيد، ولا يحق لها ان تتزوج باخيها الذي يعيش معها في نفس بلدها ومدينتها لمجرد انه غير مسلم !!!

الأديان

فكروا على الاقل بعشرات الملايين من المسلمين الذين يعيشون في مجتمعات غير مسلمة، مثل اوربا وامريكا. انتم تجبرون الكثير من المسلمات التنكر لاسلامهن من اجل الزواج بالرجال غير المسلمين الذي قسمهم الله لهن.

وايضا الغاء ما يسمى بعقوبة الحد ضد المسلم الذي يتخلى عن اسلامه. فان العصر الحديث متنوع ومنفتح بالافكار والمعتقدات، والاسلام لا يكف عن كسب ملايين المؤمنين الجدد في جميع انحاء العالم، فلم هذا التعصب ضد بعض المسلمين الذين يقررون التخلي عن اسلامهم، ما دام هنالك الاضعاف من الذين يدخلون الى الاسلام؟

آن أوان تجاوز هذه الازدواجية!

نعم ان هذه الازدواجية الانفصامية، بين التبني الخنوع للعيوب الكبرى للحضارة الغربية، وبنفس الوقت نقد عيوبها الشكلية بكل تعصب وتطرف، هي المرض المزمن الذي يعاني منه الاسلام والمسلمين.

نتمنى ان تكون هذه المقترحات اساس حوارات معمقة من قبل فقهاء المسلمين وجميع مثقفي الامم العربية الذين يبتغون مساعدة شعوبنا للخلاص من هذه (الحقبة المظلمة) التي نعيشها منذ اجيال. او على الاقل ان هذه المقترحات تساهم بخلق

(تيار اسلامي اصلاحي جديد) يعتمد الجوهر الانساني للاسلام.

CB206 أفياجرهي220px انقسامات الإسلام

المصادر:

حول جهود الاصلاح الاسلامي من قبل ولي العهد السعودي الجديد(محمد بن سلمان) :

http://www.france24.com/ar/

ـ لذلك قررت السعودية لمجمع لتدقيق(تنقية) الاحاديث النبوية من الاحاديث المتطرفة المدسوسة: https://www.alarabiya.net/ar/

يرغب في الحصول على مزيد من الإصلاحات، ونقترح البحث في الإنترنت عن الكتب المتعلقة بها، مثل:

ـ (حقوق الإنسان في الاسلام)، منها: ويكيبديا:

https://ar.wikipedia.org/wiki

كذلك : الوصايا العشر في الاسلام:

https://ar.wikipedia.org/wiki/

ـ عن التفسير الصوفي الاشاري للقرآن:

http://www.hodaalquran.com/

كذلك:

https://ar.wikipedia.org/wiki/

ـ الاسلام ودراسة اديان العالم:

https://ar.wikipedia.org/wiki/

وكذلك : كتاب اديان العالم:

https://ktaab.com/books/6871915

ـ الاسلام ونقد الحضارة الغربية :

http://feker.net/ar/2011/03/17/234-6

ـ الدفاع والدفاع عن البيئة:

https://ar.wikipedia.org/wiki/

ـ الطب البديل، منها: ويكيبيديا:

https://ar.wikipedia.org/wiki/



العودة لأعلى